خرجت هايلين بسرعه من دون أية كلمه و عندما وصلت إلى السلم توقفت قليلا و تنفست بعمق ثم اتجهت [center]إلى الخارج لتستنشق بعض الهواء و اخذت تسير بين الزهور و تنظر إلى ذلك القمر المكتمل الرائع انه يذكرها بريف و عندما اختفى القمر وراء الاشجار اصبح المكان مظلما و فجأه احست بأن شيئا ما يركض وراءها ... حسنا هي تعلمت إلا تخاف و إن كان لص فسوف يرى , اكملت سيرها ثم دخلت احد زوايا المنزل و وجدت امامها غصن شجره فأخذته و انتظرت قليلا إلى ان رات ظله و ارادت ضربه فرفع يده و قال :
ـ لا تضربي
صرخت هايلين قائله:
ـ من أنت؟... تكلم و إلا سأخبر صاحب المنزل
و عندما خرج القمر من بين الاشجار و رأت وجهه كان جايك
ـ جايك ... انا اسفه
ـ لا بأس
ـ و لكن .. لماذا؟ و كأنك لص
ـ اعلم انكِ متكدره
ـ و لاني متكدره تخيفني و تمثل انك لص
ضحك و قال :
ـ انا اسف .. حقا
و بدأ على وجهها الألم فأكملت سيرها و ذهب مسرعا إليها و سار معها فقالت
ـ انا انتظر
ـ تنتظرين ماذا؟
ـ ان تطردني
ضحك و قال:
ـ ليس الان
ـ هل اخبرتك
ـ نعم و لكن انا كنت اعلم قبل ان تخبرني
ـ آه .. و لكن كيف .... هل لديك كاميرات تصور كل شي
ـ اقتربتي من الحقيقه .. لكن لست انتِ من ستعاقبي بل إيمي لانه تنقل كل ما يحدث في البيت ـ و ماذا ستفعل بها
ـ لا اعلم إلا الان ... لان لدي امور اهم
ـ انت غريب الاطوار
ـ لماذا ؟لاني لم اطردكِ... هل تريدي ان اطردكِ؟
ـ لا لا لسمح الله... و لكن انت تعلم و... كيف اقولها تلك العباره التي تدور في ....
ـ رأسكِ الصغير الغريب
ضحكت و قالت
ـ نعم
ـ لديكِ ابتسامه جميله
ـ جدي يقول لي ذلك دائما.. شكراً
ـ لدي فضول في ان ارى جدك
ـ آه تذكرت ...اريد ان اطلب منك...اريد....
ـ لماذا أنت مترددة هايلين تكلمي
ـ أريد أن اذهب لزيارة جدي في نهاية كل اسبوع ... و اريد ان اتصل به
ضحك و قال:
ـ لما أنتِ مترددة ... بطبع ليس لدي مانع في ذلك ... و إذا كنتِ تريدي ان تكلميه الان ايضا
ـ حقا
ـ نعم.. هايلين حقا
ـ انت لطيف جداً معي .. كيف سارد لك هذا
ـ عودت اختي
ـ صدقني سوف افعل كل ما في وسعي لتعود
ـ اصدقك.... و الان هيا إلى الداخل اصبح المكان بارد
و هم يدخلون قالت
ـ لم تخبرني بعد لماذا لم تطردني
و ضحكِ ثم قال
ـ هل اخبركِ احد انكِ تلحين كثيراً
ـ حقا.. انا اسفه.... و لكن لم تخبرني بعد ؟
ـ هايلين ... في الوقت المناسب
ـ حسنا حسنا ... عمت مساء
و هز رأسه بالموافقه . عندما دخلت هايلين غرفتها لم تفكر إلا بجايك انه طيب كثيراً و حيوي يضحك كثير في كل مره تشعر انه يحس بألمها و يحاول ان يضحكها مثل ما حدث الان هي تعترف بإنها معجبه به.. و لكنها لن تجعل السيدة نايتلي تعكر مزاجها ايضا مرةً اخرى و البدأ من الغد .
في الصباح جلست هايلين تحاول الاتصال بجدها عن طريق اوليفر فهو الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يطمئنها عن احواله
ـ مرحبا
ـ مرحبا ... اوليفر
ـ نعم من
ـ انا ... انا ... هايلين
ـ هايلين اوه لماذا لم تتصلي جدكِ كان قلق عليكِ جداً حتى انني اتيت إلى المدينه و سئلت عنكِ و لكن لم اعرف شي فعدت
ـ وكيف جدي الان
ـ انه بخير لا تخافي سوف اخبره انكِ اتصلتِ
ـ نعم ارجوك و اخبره اني سوف احضر بعد يومان
ـ حقا .. سوف نكون بأنتظارك
ـ إلى اللقاء
عندما اعادت الهاتف فكرت كيف ستلاقيه انها تحاول نسيه و هو يقول لها انه بأنتظارها.. انه يجعلها تتألم اكثر ... إلا انها ابعدت عنها هذه الافكار و فكرت بلوسي سوف تكمل ما بداته الان و ذهب إلى غرفة لوسي و قرعت الباب :
ـ ادخلي ايمي
ـ انا هايلين
ـ ماذا تريدي ؟
ـ ما رأيك ان نخرج الجو في الخارج رائع
ـ لا
ـ لماذا ؟
ـ لا احب الخروج
ـ اريد ان اخبرك شيئا
ـ ما هو ؟
ـ إذا خرجتي معي سأخبرك
و فكرت لوسي ثم قالت
ـ حسنا ... و لكن إذا كان الموضوع سخيفاً...
ـ لا الموضوع ليس سخيفاً و سوف ترين .. هيا
و ارادت هايلين ان تجرها إلى انها اوقفتها و قالت:
ـ استطيع بنفسي
و قام بضغط زر على الجهاز فتحرك و ابتسمت هايلين , عندما فتحت هايلين باب المنزل تنحت جانباً كي تخرج لوسي و عندما شاهدت الجو الغائم جزيئا تفاجأت انه جميل جداً و قالت هايلين
ـ ما رأيك ؟
ـ لا بأس ... جميل..... هيا اخبريني ما الامر
ـ هيا سوف نسير المكان هنا جميل
و عندما بدأت لوسي تسير قالت هايلين:
ـ لماذا لا ترضين بالخروج ؟
ـ هذا ليس من شأنك
ـ حسنا
و احست لوسي بأن قطره من الماء نزلت على رأسها و قالت مندهشه:
ـ ماء... هل احد رش علي الماء
ـ لا.. بدأت تمطر
ـ منذ زمن لم اسير في المطر
ـ تجربي
ـ و لكن امي
ـ انها ليست هنا
و اكملن السير بين قطرات المطر و قالت هايلين:
ـ لوسي لا تخطئي في فهمي
ـ في ماذا؟
ـ لقد سمعت الحوار الاخير الذي كان بينكِ و بين امكِ .. بصدفه
ـ حقا .. ارجو إنكِ لم تخبري احد
ـ لا لم اخبر ... و لكن لماذا لا تقولي لجايك انكِ لا تريدي ذلك المعلم
ـ حسنا ... جايك في الحقيقه لا يعرف شي عنا
ـ ماذا ؟! كيف ؟
ـ انا اظن اني ابوح لكي بما لا يجب ان تعرفيه ... فأنتِ ضيفه أليس كذلك
و جثت هايلين امامها و قالت لها
ـ لا لا لوسي تكلمي
ـ انا لا اثق بكِ
ـ حسنا سأخبركِ انا بسري لكي تعلمي اني اثق بكِ
ـ إلا تخافي ان اخبر احد ؟
ـ لا لوسي لانكِ فتاه طيبه
ـ لم يعاملني احد بهذه الطيبه من قبل؟
ـ هناك اشخاص كثيرين .. فخذي مثلا جايك انه يحبك و طيب
ـ جايك لا يعرف حتى لوني المفضل
وقفت هايلين و قالت
ـ ماذا تقصدين ؟
ـ كان يعيش في اوستراليا عندما توفي ابي جاء جايك للعيش معنا و هو الان يهتم بشئون العائله من ناحيت المأكل و الخدم و الشركه هل تفهمين قصدي .. و لكن هو لا يهتم و حتى لا يسأل إذا كنا بخير هل نذهب إلى المدرسه او سنذهب إلى مكان ما, ما لوني المفضل وكيف هن صديقاتي .... هو الان يهتم فقط عندما اصبحت هكذا
ـ ارجوكِ لا تبكي .. يا عزيزتي
و مسحت لوسي دموعها و ضحكت بألم ثم قالت وهي تبتسم
ـ و الان اخبريني ماذا كنت تريدي
ـ آه .. لقد نسيت الامر تماما .... حسنا انتِ لا تحبين مدرسك أليس كذلك
ـ اجل
ـ استطيع ان اجعل جايك يغيره و يحضر لكي معلم لرسم
ـ و لكن كيف عرفتي اني احب الرسم؟
ـ سألت
ـ نعم هايدي اريد معلم لرسم
ـ إذن سنبدأ غداً... انا سأعلمك
ـ هل ترسمين
ـ اجل
ـ هذا رائع .... و لكن لماذا تفعلين ذلك
ـ لا اعلم من الممكن اريد ان نكون اصدقاء ... او تكونين اختي
ـ أليس لديكِ اخا او اختا
ـ لا
ـ اليوم ستحضر ليندسي و خطيبها قال جايك انهم سيحضرون على العشاء و لكني لن البس فستان لان خطيبها سيحضر
ـ و لا انا ... هيا إلى الداخل قبل ان تأتي امك
و عندما وصلا إلى غرفة لوسي قالت
ـ هايلين تعالي معي اريدك ان تشاهدي شيئا ما
ـ حسنا
جلست هايلين على سرير لوسي ثم اعطتها بعض الاوراق و عندما بدأت هايلين برويتها قالت:
ـ انها رسومات رائعه
ـ حقا
ـ نعم ... لوسي انا سوف اساعدكِ على الرسم و نصبح اصدقاء .. ولكن اريدك ان تساعدي نفسك ايضا
ـ لم افهمكِ
ـ الم تتعبي الجلوس في هذا الكرسي
ـ إذن صحيح ما قالته امي
ـ امكِ ؟؟! اوه اني موظفه؟
ـ نعم هل تعترفي بذلك
ـ نعم .. و لكني ضيفه قبل ان اكون موظفه لاني اريد ان نصبح اصدقاء قبل ان اساعدك... هل تصدقي ان ليس لدي اصدقاء انا ايضا
ـ لماذا ؟
ـ القصه طويله و ساخبرك إياها لاحقا... هل انتِ موافقه
ـ على ماذا؟
ـ سوف نخرج و نستمتع بالحياه و اساعدكِ على المشي و غداً سوف اخبرك سري حسنا
ـ دعيني افكر لا زلت لا اثق بكِ
ابتسم هايلين
ـ حسنا يا عزيزتي
لم تشاهد هايلين اليوم جايك ابداً و لكن الخادمه سألتها
ـ يقول السيد متى ستذهبين إلى الريف؟
ـ أين هو اريد ان احدثه؟
ـ لا زال في العمل و لكن قال لي ان اسألكِ .. سوف يحضر بعد قليل .. انتظريه تحت إذا كنت...
ـ نعم .. سأفعل ... شكراً
انتظرت هايلين جايك لمدت ثلاث ساعات حتى انها كانت سوف تنام إلا انها فرحت عندما سمعت صوت الباب ينفتح و عندما دخل و اقفل الباب قالت
ـ مرحبا
ـ لقد اخفتني هايلين... لماذا انتِ ساهره إلى الآن
ـ كنت انتظرك
ـ حقا
ـ كنت اريد ان اقول لك شي ما ...
ـ منذ متى و انتِ تنتظري يبدو و كأنكِ سوف تسقطين الان
ـ ثلاث ساعات او اربع لا اعلم
ابتسم و قال
ـ انتِ مجنونه
ـ سأذهب إلى الريف بعد يومان و اليوم تحدثت إلى لوسي .. و لكن إلى الان لا يبدو انها...
ـ تثق بكِ ؟
ـ نعم و لكن ...
ـ كيف عرفت؟
هزة رأسها بالموافقه
ـ الكل حدث معه هكذا... المهم اكملي
ـ ما رأيك ان اخذها معي
ـ و لكن الن تتعب
ـ لا .. المكان هناك رائعا و أني أؤكد لك انه سوف يعجبها
ـ انا سأذهب
ـ لماذا ؟ لانكِ لا تثق ....
قاطعها
ـ لا... انا اثق بكِ و لكن انا ذاهب إلى مدينه كوالا و سأخذكم معي و هذه تكون فرصه لكي اتعرف على جدك
ـ نعم .. حسنا.... و لكن امك
ـ لا عليك ...سأتولى أمرها
ـ إذن ليله سعيده
ـ ليله سعيده
عندما ذهبت هايلين و تركت جايك الذي دخل إلى مكتبه و فتح بعض الاوراق و كأنه يتأكد منها ثم جلس على الكرسي و وضع مرفقه على الطاوله و وجهه على راحتي يده و فكر : انا متعب حقا .. و ايضا غدا سأستقبل خطيب ليندسي مايكل
و فجأه دخل إلى فكره هايلين فبتسم و قال:
ـ انها رائعه
و ضحك على نفسه و فكر قائلا : اعترف يا جايك انك معجب بشخصيتها... قريباً سوف تقع يا جايك تأكد
و ابتعد عن تخيلاته و قام , و اقفل المصباح المضاء و ذهب
يتبع..../center]